إنَّ الحرص على تحصيل الخير وتثبيته من خير الموارد، والسعي في سبيل إدامته وتنميته من أفضل المعاقد، والعزم على توفير مجاله وتكثير خصاله من أخلص المقاصد، تلك هي خصائص البركة ومقوماتها ـ وماهيتها وكنهها ـ وكذلك سمات أهلها في استحضارها واستصحابها واستشعارها ـ إيقاعا وموافقةً ـ، فالبركة من المطالب الجليلة التي يرجوها العبد في حياته في عموم أحواله، بل في كل شؤونه، وهي كذلك من المكاسب الجميلة التي يفرح بها ويسعد طالبها وصاحبها، وهي منة وهبة من الله تعالى على من يشاء من عباده والتي تنال بطاعته ـ في أمره ومراده ـ قال ابن القيم ـ رحمه الله ـ: «وكل شيء لا يكون لله فبركته منزوعة؛ فإن الله تعالى هو الذي تبارك وحده، والبركة كلها منه، وكل ما نسب إليه مبارك»(1).